الأحد، 3 أكتوبر 2010

"الأهرام المسائي" تعيد نشر مقالات كتبها الرئيس المصري حسني مبارك في السبعينيات


 متابعات: سلامة عبد الحميد
"الدولة المصرية تمضي من عبور إلي عبور بمنهاج ثابت‏‏ تتواصل فيه المراحل وتتكامل فيه الرؤي وتتوحد فيه الارادات والقيادات" هكذا وصف الصحفي المصري طارق حسن خلاصة مجموعة مقالات كتبها الرئيس حسني مبارك في الفترة من 1969 إلى 1976 وقت أن كان ضابطا برتبة "عميد" في الجيش المصري.
المقالات وعددها 15 مقالا تنشرها صحيفة "الأهرام المسائي" في سلسلة بدأت أمس الجمعة الموافق الأول من أكتوبر بالتزامن مع الإحتفال بالذكرى الـ37 لإنتصارات السادس من أكتوبر 1973 وأعدها للنشر محمد عبد الهادي وجميل عفيفي.
والمقالات كتبها الرئيس بنفسه في مجلة "القوات الجوية" وهي مجلة عسكرية ثقافية كانت تصدر كل 3 أشهر‏ لكنها لم تعد تصدر حاليا، ويتم بحسب الصحيفة نشرها في صحيفة عامة للمرة الأولي.
وفي أحد المقالات بعنوان "خطاب النصر" يؤكد مبارك "العميد طيار وقتها" متحدثا عن نصر أكتوبر أنه "مع الحقيقة التي يجب ألا تغرب عن البال‏‏ فلابد أن نقف أمام الواقع‏..‏ بأن ما كان ليس إلا مرحلة في طريق شاق وطويل‏..‏ وماهو آت ربما يكون أشق مما مضي‏‏ ومانصرنا إلا وثبة‏‏ وعلينا أن نظل دائما علي استعداد لوثبات تالية".
وتأتي المقالات التي تنشرها "الأهرام المسائي"، التي يرأس تحريرها طارق حسن أحد أبرز أفراد فريق الدعاية للرئيس في الإنتخابات الرئاسية الماضية، تأتي في أعقاب لقاءات أجراها الرئيس المصري "82 عاما" مؤخرا مع مجموعة من الفنانين ثم المثقفين في مقر الرئاسة بالقاهرة.
واعتبر البعض اللقاءات وغيرها من المقابلات والتحركات المكثفة التي يقوم بها مبارك حاليا مقدمة للإعلان عن نيته لترشيح نفسه مجددا لمنصب الرئيس لفترة رئاسية سادسة، بينما اعتبرها البعض محاولات لإظهار الرئيس قادر على أداء مهامه وسط شائعات كثيرة عن تدهور حالته الصحية.
وأوردت الصحيفة في تقديمها للمقالات أن العميد طيار أركان حرب محمد حسني مبارك تولي رئاسة مجلس إدارة مجلة القوات الجوية‏ طبقا لوثيقة العدد ‏68‏ الصادر في سبتمبر‏1969 وواظب علي كتابة مقالاته علي الرغم من صعوده في مراكز القيادة وتغيير مجلس إدارة المجلة طبقا للعدد ‏90‏ الصادر في مايو‏1976.‏
وقامت الصحيفة بتقسيم المقالات إلى ‏5‏ محاور رئيسية هي‏: خطاب النصر والعبور للمستقبل‏ ويشمل‏4‏ مقالات هي‏:‏ ذكريات النصر‏..‏ ومن نصر إلي نصر‏..‏ وسجل في الخلود‏..‏ ومبادئ لاتموت‏، وهي المقالات التي نشرت أمس الجمعة.

والمحور الثاني بعنوان الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي قادت عملية التحول من الهزيمة عام ‏67‏ إلي النصر عام‏ 73‏ وتضم ‏3‏ مقالات هي‏:‏ العالم في مفترق طرق‏..‏ ووقفة تأمل مع النفس‏..‏ والمنطلق والطريق‏ ويتم نشرها اليوم السبت، بينما المحور الثالث بعنوان منهج الإعداد وإعادة بناء القدرات المصرية تمهيدا لدخول معركة النصر‏ وتتكون من ‏4‏ مقالات هي‏:‏ لابديل عن المعركة‏..‏ والمواجهة الشاملة‏..‏ والمعركة بين الإعداد والاستعداد‏..‏ والمفاجأة وأثرها علي المعركة‏، ويتم نشرها الأحد.
والمحور الرابع بعنوان "عمليات اعداد القوات الجوية للقتال‏"‏ وتضم ‏3‏ مقالات هي‏:‏ إعداد الطيارين للقتال‏..‏ والدستور الأخلاقي للطيار‏..‏ ورجل وسلاح وأعصاب‏، بينما المحور الخامس والأخير بعنوان "مواصفات القيادة الناجحة التي تحقق الانتصار" وتضم مقالة واحدة بعنوان‏:‏ القيادة الناجحة‏ وتنشر يوم الثلاثاء الخامس من أكتوبر.‏
وفي مقال بعنوان "من نصر إلى نصر" يتنبأ مبارك بالمستقبل فيقول "يجب أن ندرك أن المعركة لم تنته بعد‏..‏ وكل ما تحقق ليس إلا مرحلة من مراحلها‏،‏ ولاشك أن الأمة العربية أمام عمل طويل‏‏ وجهد مرير‏..‏ وأن صراعا دام أعواما لا يمكن أن يحل في شهور‏..‏ وأن صراعا أخذ طابع المواجهة أربع مرات لا يمكن أن نوسده الثري في قفزة واحدة"‏.
ويشدد مبارك في مقاله المكتوب في منتصف السبعينيات على موضوعات يتم حاليا الهجوم على الحكومات التي اختارها أو في العقدين الأخيرين لأنها لا تركز عليها أو تطبقها بشكل خاطئ بينها التعليم والتعمير والإنفتاح الإقتصادي.
‏وبينما لم تضم مقالات اليوم الأول في السلسلة كلمة واحدة عن الرئيس الراحل أنور السادات إلا أنها ضمت مقالا بعنوان "مبادئ لاتموت" يتحدث بالكامل عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويعدد مناقبه، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه قبل أيام قليلة زار علاء مبارك قبر الرئيس عبد الناصر مع عدد من الشخصيات بينها الأستاذ محمد حسنين هيكل ووضع عليه زهورا في ذكرى وفاته الأربعين.

ويتحدث مبارك في المقال عن عبد الناصر بنوع من الإنبهار الواضح والتأثر الشديد حيث يقول "سيظل جمال عبدالناصر حقيقة خالدة في ضمير الانسانية عامة والعامل العربي خاصة‏‏ وستظل مبادئه التي أعلنها في شجاعة حية في قلوب الشعوب العربية يحمل راياتها الشعب العربي الأصيل" مضيفا "إن من عاش قبل عصره يدرك كم غيرت مبادئه‏ وكم جددت وكم رفضت‏ فقد فجر الزعيم الخالد بركان الوجود العربي وحمل رايات عزته الي أرجاء الدنيا‏.. إن الانسان يموت لكن المبادئ لاتموت"‏.‏
ولأنه ضابط طيار وقائد للقوات الجوية في حرب أكتوبر كتب مبارك مقالا يتحدث فيه عن فخره بصلابة أبناءه وتلاميذه في القوات الجوية قائلا "لقد وضح الدور البارز للقوات الجوية في الاشتراك في الدفاع الجوي‏‏ ومعاونة الجيوش البرية ومساندة عمليات القوات البحرية‏ وأصبح الجندي المصري يعمل تحت مظلة من حماية طائراتنا‏ مما كان له أكبر الأثر في احراز التقدم في عمليات هذه القوات‏".‏
وأضاف "إن بطولات القوات الجوية لن نتغني بها فهذا واجبنا‏ ولكنها بلاشك قد غسلت عارا ألصق بها ظلما في نكسة ‏1967‏ وبذلك كشفت للعالم أجمع عن نوعية الطيار المصري الذي كال لإسرائيل الضربات فأفقدها صوابها‏.‏. ولاشك أيضا في أن نتائج المعارك الجوية سيكون لها النصيب الأوفر من الدراسات‏".
ولم ينس مبارك الدور العربي في الحرب حيث كتب "وأخص بالفخر أيضا أخوة لنا في الأقطار العربية الشقيقة‏ أتوا ليقفوا معنا وليشاركونا معركتنا وتساقط منهم شهداء سجلوا للعالم أجمع أن أمة العرب أمة واحدة‏ قادرة على الاجتماع على الكلمة الواحدة والعمل الموحد‏..‏ أمة لاتلين لها قناة ولا تطويها الأحداث مهما كانت جساما"‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق