الخميس، 21 يوليو 2011

الصعايدة وصلوا والفار بيلعب في عبي



يظن أخواننا في الصعيد أنهم مظلومون ومهمشون وأن أحدا لا يسأل عن فقرهم وجهلهم وتنمية محافظاتهم وقراهم ونجوعهم، وهم محقون لكنهم أيضا مخطئون لأن الوضع الذي يعيشون فيه ينطبق على أكثر من نصف الشعب المصري وملايين لا تعيش في محافظات الصعيد على الإطلاق وإنما يسكنون المقابر في القاهرة والقرى والنجوع في وجه بحري والصحراء في سيناء والبحيرة والوادي الجديد.
كل المصريون لديهم ثأر بشكل ما لدى مبارك ونظامه الذي أفقرهم وجوعهم وهمشهم لصالح مجموعة من الكلاب الذين اصطفاهم كعصابة تتكسب من قوت الغلابة ولا يهمها إلا مضاعفة ثرواتها بعيدا عن حياة كريمة فقط للملايين.

في الأيام الأولى للثورة شاهدت تلك اللافتة يرفعها صعيدي لا أزال أذكر ملامح وجهه التي لا تفرق كثيرا عن ملامح وجه ملايين المصريين في طول مصر وعرضها، كان اللافتة موجهة إلى المخلوع مبارك وتقول مثل الملايين "ارحل" لكن الثائر الصعيدي زاد عليها "ارحل قبل الصعايدة ما ياجو".
هو يظن أن الصعايدة ليسو مثل أهل المدينة المرفهين رغم أني عرفت صعايدة مرفهين أكثر من أبناء المدن بكثير، عموما ليت الصعايدة غير المرفهين نزلو الميدان مبكرا لو أن تهديدهم هو ما دفع مبارك للتنحي.
لا أنكر ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الثوار في الصعيد وخاصة في قنا وأسيوط قاموا بدورهم وواجبهم في الثورة، لكن بيانا وصلني مؤخرا استفزني للغاية.
البيان وصلني من الزميل أيمن الشندويلي "الأخبار" وجاء في بدايته: "شاركنا في الثورة وانتظرنا التغيير ولم يحدث شيئ حتى الأن".
كلنا يشعر بهذا وليس أهل الصعيد فقط وكل من في الميدان نزلو لهذا السبب تحديدا، وبالتالي فإن بيان الصعايدة إما متأخر كثيرا أو يحاول فقط أن يجد لمن كتبوه مكانا وسط الميدان.

منذ تجدد الإعتصام وأنا أشاهد يوميا رجلان من الصعيد في الميدان "أحدهما نفس الرجل الأول الذي كان يرفع اللافتة" يعلنان عن هويتهما الصعيدية بشتى الطرق مثلما يفعل أخرون رفعوا لافتات تعبر عن انتماءاتهم المهنية أو الجغرافية، والكل منصهر في الميدان بلا ضير ولا ضرر، والكل مطلوب تواجده لتمثيل المصريين وزيادة العدد الذي يعد وسيلة الضغط الوحيدة تقريبا المتاحة.
لكن تعالو نستطلع بيان الصعايدة الجديد الذي يقولون فيه: باسم الصعايدة نرفض :
1-     الفوضى الخلاقة والمؤامرات الخارجية لتقسيم مصر
2-      المساس بهيبة الجيش المصرى والمجلس العسكرى الحصن الأخير لنا من الأطماع الخارجية والمؤامرات الداخلية
3-     الضعف الحكومى وتجاهل الصعيد
ونطالب بـ:
1- القصاص للشهداء ومحاكمات لمن افسدوا مصر سياسيا وقهروا شعبها
2-عودة الشرطة بقوة لتأمين الناس وعودة السياحة وتعافى الاقتصاد والقضاء على البلطجة .
3-نشر فكر الثورة فى كل مؤسسات الدولة وكشف ما تبقى من فساد للنظام السابق وتطبيق العدالة الاجتماعية
4-زيارة شرف واعضاء حكومته لكل محافظات الصعيد لمشاهدة ( الفقر الحقيقى – أكبر نسبة بطالة – الحرمان من الخدمات)
5- تشكيل مجلس محافظين من الشباب أبناء الاقليم القادر على العمل 24 ساعة خارج المكاتب المكيفة والتجول بين القرى والنجوع.
كل المطالب مشروعة ومتكررة من جانب كل المصريين في كل المحافظات، لكن لماذا يحاول الصعايدة أن يظهروا أنهم الأكثر فقرا وتضررا وتجاهلا، ولماذا يصرون على التظاهر في التحرير وليس في محافظاتهم؟.
أننا في حاجة لمعرفة أسباب واضحة لأن "بصراحة الفار بدأ يلعب في عبي" خصوصا وأن القادمين غير معروف توجهاتهم، وكل من في الميدان الأن تقريبا يرفضون المجلس العسكري وتصرفاته بينما الصعايدة القادمين يصرون في بيانهم على أنه "الحصن الاخير".
لما نشوف بقى...






يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق