الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

خناقات ضيوف الفضائيات على الهواء.. ما ذنب الجمهور؟



كثيرا ما تعرض علينا الفضائيات حوارات ساخنة بين أطراف متنازعين، وعادة ما يكمن نجاح الإعلامي في قدرته على ضبط الحوار، لكن الأمور تفلت كثيرا من الجميع ليتحول النقاش إلى اتهامات متبادلة تتطور عادة إلى سباب وشتائم متبادلة وأحيانا ما تتحول إلى اشتباكات بالأيدي.
عرفنا الحوارات التي انتهت بالسباب كثيرا، سواء كان سبابا مباشرا أو بأسلوب السخرية من الأخر الذي ربما يزعج أكثر من المباشرة نفسها، لكن أن يصبح لدينا في الفضائيات العربية رصيد من الفيديوهات المأخوذة من برامج حوارية، معظمها سياسية، تتطور فيها الأمور إلى التشابك بالأيدي فهذا أمر يستدعي وقفة وربما قانون.

لا أحد منا يتناسى اشتباك الإعلامي محمود سعد مع وزير الإعلام الساق المحبوس حاليا أنس الفقي على الهواء في التليفزيون المصري في الأيام الأولى للثورة، ولا أحد أيضا ينسى حلقة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق مع علاء الأسواني في "أون تي في" وربما كثيرون يتذكرون حالات عدة في برامج بينها "القاهرة اليوم" في أوربت بين عمرو أديب ومرتضى منصور أو طلعت السادات أو أخرين، أو في المحور التي تمتلك عشرات الفضائح في هذا الإطار.
النقاش جائز وتطور الأمر حد التطاول ربما يظل مقبولا طالمالم يخرج الضيفان عن وقارهما، لكن أن يتطور الأمر حد التشابك بالأيدي وتوجيه ألفاظ نابية فهذا أمر لم يعد السكوت عليه مقبولا أبدا.
ربما يقول قائل إن السباب والخناق جزء من ثقافة المجتمع، وربما ينبه البعض إلى وقائع مماثلة جرت في مجلس الشعب، لكن لماذا لا يكون لدينا ما يمنع ذلك عن طريق معاقبة من يقعون في هذا الخطأ.
قبل يومان شاهدت خناقة حامية على قناة "إم تي في" اللبنانية بين سوري تابع لنظام بشار الأسد ومعارض لبناني تطورت إلى اشتباك بالأيدي وسط محاولات من مقدم الحلقة للفصل بينها.

في اليوم التالي قرأت لصديقتنا ميشيلين غريب تعليقا تهكميا على ما واقعة مماثلة كتبت فيه "وصلنا البيان التالي: "إزاء الإشكال الذي وقع على الهواء خلال برنامج توك شو سياسي بين نائب سابق ورئيس حزب حالي وحفاظاً على الحس الإعلامي المرهف للطبقة السياسية وحقناً للدماء، تعمم على جميع المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة القوانين التالية:
أولاً: يمنع منعاً باتاً وجود المنافض أو أكواب المياه الزجاجية أو أي آلة حادة طيلة فترة الحلقة أمام المدعوين خلال المقابلات منعاً لإستعمالها كقنابل يدوية لإثبات وجهات النظر.
ثانياً: تثبت الكراسي على أرض الإستديو بثمانية براغي ١٠ مليمتر (سن عريض) مع خوابير طولها ٢٠ سنتم في الإسمنت المسلح منعاً لرفعها واستعمالها كوسيلة للتعبير عن الرأي.
ثالثاً: يكبل الضيوف بأصفاد حديدية “ستانلس ستيل” على أذرع الكراسي طيلة فترة البرنامج لتجنب الشوبرة والهوبرة لبرهنة أفكارهم النيرة.
رابعاً: على الإعلامي / مضيف الحلقة أن يكون عضواً في جمعية “المصارعة العالمية الترفيهية” (دبليو دبليو إف) وأن يكون حكماً محلفاً فيها، للسيطرة بشكلٍ سريع وفعال على أي وضع هجومي قد يتخذه أي من الضيوف أثناء محاولاتهم لإقناع الآخرين بصوابية خطهم الوطني.
خامساً: إلزامية وضع مرطبان كبيس فلفل مكسيكي حار لإستخدامه من قبل مقدم البرنامج ل”سد بوز” أي من الضيوف في حال تطور المواضيع التافهة التي يجري مناقشتها إلى “حوار الحضارات” المحبب على قلوب الجميع، مواطنين وسياسيين.
يبلغ البيان حيث تدعو الحاجة ويعتبر ساري المفعول فوراً".
لم يكن ما كتبته ميشيلين على سخريته اللاذعة إلا محاولة للفت الأنظار لتكرار تلك الوقائع المسيئة للإعلام وللجمهور على حد سواء.. لقد جاوز الأمر كل الحدود ولابد من وقفة صريحة تجاهه.






يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق