الاثنين، 6 فبراير 2012

سلامة عبد الحميد يكتب: ارحمونا من كوارث البرامج الرياضية بايقافها.. مجدي عبد الغني نموذجا




عادة لا أتابع البرامج الرياضية على الفضائيات لأنها في الأغلب الأعم لا تعنيني ولا تقنعني خاصة وأن معظم مقدميها لا علاقة لهم بالإعلام أو مجرد صحفيون تحولو إلى مذيعين في حالة باتت ظاهرة واسعة في مصر في السنوات الأخيرة.
أعرف جيدا أن معظم نجوم الإعلام الرياضي "فلول"، ولم ينج منهم إلا من رحم ربي من لحس أحذية مبارك وابنيه بطريقة يحفظها كل مصري مهتم بالرياضة بشكل عام وهم الغالبية العظمى من المواطنين.
فجر اليوم الاثنين شاهدت بالصدفة جزءا من إعادة لحلقة من برنامج "السادسة مساء" على قناة مودرن الذي يقدمه الكابتن مجدي عبد الغني ويرأس تحريره الزميل أحمد جلال وهو زميل عمل قديم.
لم أهتم كثيرا بما جاء في الحلقة لكنها ختمت بمفاجأة لي كصحفي يهتم بالشأن الخارجي حيث عرض الكابتن مجدي حوارا لوزير الدفاع الأمريكي ارتكب البرنامج والقائمون عليه من وجهة نظري عددا من المخالفات المهنية التي تصل حد الجرائم الإعلامية التي ينبغي أن يحاسبوا عليها:
أولا: لا أحد يدري ما علاقة برنامج رياضي يقدمه عضو اتحاد كرة سابق بحديث سياسي لوزير الدفاع الأمريكي، الذي كان بالمناسبة في زيارة مؤخرا لمصر.
ثانيا: لم يذكر مقدم البرنامج تاريخ كلمة وزير الدفاع الأمريكي ولا المناسبة التي قيلت فيها ولا الجمهور المستهدف للكلمة وكلها عوامل لتوضيح سياق الكلام.
ثالثا: والأهم في الأمر أن الترجمة للعربية التي ظهرت على الشاشة كانت مخالفة في معظم الوقت لما يقوله المسئول الأمريكي، وظهر في الترجمة التي كانت في الغالب بالعامية المصرية أنها موجهة لإيصال رسالة تحريضية صريحة ضد أشخاص وجهات وحركات مصرية تم اتهامها من جانب مسئولين عسكريين وحكوميين بالعمالة والخيانة دون دليل واحد قبل أن تبرأهم النيابة العامة تماما، كما بدا أن المقصود منها التدليل على وجهة نظر مقدم البرنامج حول وجود مؤامرات أمريكية لتدمير مصر أو تطويعها.
يقول الوزير الأمريكي مثلا: إن الولايات المتحدة تنظر بقلق للأوضاع في جمهوريات الثورة العربية وإنها تعمل باجتهاد على التعاون مع القيادات الجديدة فيها لتحقيق المصالح الأمريكية"، فتكون الترجمة "إن أمريكا مهتمة بقوة بالثورات العربية وأنها تعمل على اتخاذ عملاء جدد لها في المنطقة حتى لا تفقد مصالحها".
ويقول الوزير الأمريكي إن لأمريكا "مصالح واسعة في المنطقة العربية ولذا فعليها أن تراقب عن كثب ما يجري"، فتقول الترجمة "إن مصالح أمريكا تقتضي التدخل في الأحداث حتى تكون النتائج في صالحها في النهاية" وهكذا.
ربما يكون البرنامج مضطرا لعرض الفيديو ليثبت معدوه أنهم على دراية بما يجري في العالم وما يحاك لمصر والعرب من مؤامرات، لكن لماذا لا يلتزمون الحياد في النقل والترجمة؟، والأمر بسيط فمجرد طالب في الصف الأول في مودرن أكاديمي مالكة القناة يمكنه ترجمة الفيديو بشكل صحيح.. إلا إن كان الموضوع وصل البرنامج بترجمته ولم يتم مراجعته أو لم يتبين المعدون خطأ الترجمة لجهل منهم.
يا سادة... ارحمونا فقد توقف الدوري فتوقفوا أو ابحثو عن موضوعات مفيدة للجمهور. كفانا تسخيرا للإعلام لتخويف الناس وتضليلهم وتحريضهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق