الجمعة، 10 أغسطس 2012

وائل حمدي يكتب: عن مرسي الرئيس وأصدقاء ينتهجون سياسة التشويه


في جولة الإعادة، انتخب د. مرسي.. لن أنسى مشاعري أبداً عندما أمسكت بورقة الاقتراع والقيت نظرة سريعة على صورة كلا المرشحين "مرسي وشفيق"، لن انسى اختناقي واحتباس الدموع في عيني لأنني أصبحت مضطراً لاختيار أحدهما، لكنني فعلت.. فعلت، عن اقتناع كامل أن انتخاب مرسي رئيساً معناه نهاية مرحلة من صراعنا لاسترداد مصر، وبداية مرحلة جديدة بآليات جديدة.. بينما انتخاب شفيق كان معناه استمرار نفس المرحلة الأولى من الصراع دون خطوة للامام.. هكذا كانت قناعتي وما زالت.... انتخبت مرسي وانا اعلم اني انتخب "خصماً سياسياً"، واعلم ان كثيرين ممن انتخبوا شفيق كانوا يفكرون بنفس المنطق، منطق اختيار الخصم، وبالتالي فنحن ننطلق من ذات الأرضية التي ترى مصر مستحقة لمن هو افضل واذكى وارقى من هذا وذاك.. لكن هل يبرر ذلك ان نتمنى الفشل والانهيار للخصم الذي فاز بالرئاسة؟ هل نسعى جاهدين بعد وصوله لسدة الحكم أن نضربه بكل ما اوتينا من قوة لنفقده توازنه فوراً؟
في حقيقة الأمر، لقد طرحت السؤال على نفسي بوضع افتراض
ي معكوس: لو ان الرئاسة ذهبت لشفيق، افلم اكن اتمنى فشله؟ بمنتهى الأمانة، نعم، كنت ساتمنى ذلك واسعد به.. نعم.. كنت ساشمت فيه كلما قرات خبراً يؤكد فشله في ادارة الأمور، وكنت ساحاول استغلال اي هفوة او سقطة او غلطة تصدر عنه او عن رجاله كي اضربه بها واجرسه عليها... فان كانت اجابتي كذلك، لماذا يضيق صدري بمن يفعلون مثل ذلك مع مرسي الآن؟
ربما لأن ما يتعرض له مرسي، نصفه ناتج عن سذاجته السياسية وغباء جماعته ومستشاريه، والنصف الثاني ناتج عن حرب شرسة من قواعد وفروع النظام الذي ثرنا عليه.. لو ان شفيق هو الرئيس، لم تكن اجهزة الدولة العميقة لتناوئه او تفتعل المشاكل من حوله.. لو ان شفيق هو الرئيس، لم نكن لنعيش مهزلة الكهرباء، ولا اضرابات الشهر العقاري، ولا ضربات البنزين المتتالية، ولا الصدامات القانونية مع المحكمة الدستورية حتى ولو الغى قراراتها جميعاً... (ارجوك لو كنت ممن يرى المشاكل السابقة ناتجة عن سوء ادارة مرسي وليست ناتجة عن تعمد وقصد من النظام العفن الذي ثرنا عليه، فارح نفسك وارحني واخرجني من قائمة اصدقائك)
وبالتالي، فما يزعجني من الشماتة في مرسي، وما يحزنني من تمني الفشل له، هو ان الفاعلين لذلك اصبحوا يقفون في نفس الخندق الذي حاربنا ساكنيه سابقاً، خصومتهم لمرسي جعلتهم اقرب نفسياً وعاطفياً وعملياً لمن كنا نراهم اعداء يستحقون الاستئصال من حياتنا لتصبح اجمل.
انتخبت د. مرسي رئيساً وانا خصم له، لإيماني بضرورة اكمال الصراع ضد النظام السابق الى النهاية، وحتى يحدث ذلك -وسيحدث يقيناً- سأدعمه قدر استطاعتي طالما اتخذ من القرارات والاجراءات ما يفيد في حسم الصراع.

يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق