الاثنين، 2 ديسمبر 2013

حكاية على الهامش.. الأمر وما فيه قَطَر


مشروع اللؤلؤة القطرية


من كام يوم الزميل العزيز اللي كان ضد الثورة على مبارك ودلوقتي من ثوار 30 يونيو كان في قطر ضمن الشخصيات التي يتم استقدامها للظهور في قناة الجزيرة ممثلة للإنقلاب ورأي من قامو به، خلافا لقنوات الرأي الواحد في مصر التي يحلو للبعض أن يسميها قنوات "أمن الدولة" ويحلو لأخرين تسميتها قنوات "الشئون المعنوية".
المهم زميلنا كتب على "تويتر" من العاصمة القطرية الدوحة إن عنده معلومة أكيدة أن قطر اشترت صحيفة "الجارديان" البريطانية العريقة، وأن هذا سر انحياز الجارديان لجماعة الإخوان وهجومها الدائم على إنقلاب مصر ومن قامو به.
وعليها.. سألته إنت جبت المعلومة دي منين؟ كلامك غلط ومصدرك بيكدب عليك أو انت عارف إنه بيكدب بس عاوز تصدقه، فرد علي بلينك لخبر ملوش معالم منشور في صحيفة "الفجر" المصرية، وهي كما تعلمون "تحت مستوى الشبهات مهنيا" ورئيس تحريرها الأستاذ عادل حمودة، وكان ما سبق ردي على الزميل الذي لم يختلف معي في هذا كثيرا لكنه زادني دليلا أخر على معلومته الخطيرة عبارة عن لينك لفيديو يقول فيه الكاتب المصري عبد الحليم قنديل نفس المعلومة، ولمن لا يعرف فإن عبد الحليم قنديل هو رئيس تحرير "صوت الأمة".
بدأت أفقد صبري فقلت للزميل القابع في الدوحة: هات مصدرا محترما، ولست هنا أقول إن مصادره السابقة غير محترمة بقد ما أقول إنها غير مؤهلة لمثل هذا الخبر، وقلت: تتحدث عن صحيفة عالمية مقرها بريطانيا اشترتها قطر ودليلك على هذا صحفيان مصريان؟؟!
 فقال: وهل تشكك في مصداقيتهما؟ فقلت: بل وفي مصداقية كل الإعلام المصري فيما يخص قطر في هذه الفترة التي نعيشها، لكن دعك من المصداقية وكلمني بالمنطق، هل يمكن أن تباع الجارديان لقطر ولا تعلن قطر ذلك، بل تتفاخر به في العالم مثلما حدث سابقا عندما اشترى رجل أعمال قطري نادي "باريس سان جيرمان" في فرنسا وعندما اشترت مؤسسة قطرية متاجر "هارودز" الشهيرة في لندن؟.
وأكملت: ثم لو أن قطر تريد إبقاء الأمر سرا، هل تظن بريطانيا جمهورية من جمهوريات الموز حتى تباع إحدى أشهر صحفها ولا يعلم أحد بالأمر رغم الصرامة المعروفة عن جهاز تنظيم وسائل الإعلام البريطاني، ورغم أن الإعلام البريطاني يتمتع بحرية واسعة.
يعني يا زميل عادل حمودة وعبد الحليم قنديل يعرفو الخبر المهم دا ومفيش صحفي انجليزي واحد يعرفه؟؟! ولا يتنشر في رويترز ولا بلومبرج ولا سي إن بي سي؟ ولا حتى في البي بي سي؟ طب دي تطير فيها رقاب صحفيين كتير في غريمتها اللدود "الإندبندنت".
لم يقتنع الزميل وظل متمسكا برأيه المستمد من كلام مرسل لصحفيين مصريين يجهران بالعداوة لقطر ولا يتورعان عن الكيد لها بالحق والباطل.
نهايته: أثناء النقاش تذكرت معلومة أخرى طرحتها عليه مفادها: كانت "الجارديان" نفسها مفجرة ما اعتبر فضيحة بالنسبة لقطر والمتعلقة باللجوء إلى "السخرة" تجاه العمال النيباليين العاملين في منشأت كأس العالم  2022 الذي حصلت قطر على حقوق تنظيمه، وقلت لزميلي لو أن قطر اشترت الجارديان ونشرت الجارديان هذه الفضيحة فإن صحفيو الجارديان ومالكيها القطريين، في حال صحة المعلومة الكاذبة، يجب أن تقام لهم تماثيل على أبواب نقابات الصحافة والمؤسسات الصحفية في أنحاء العالم ليحتذي الجميع بهم مهنيا.
ثم قلت لنفسي: إن الزميل يناور من الدوحة بخبر مثل هذا ليس لأنه يضيع الوقت أو ينشر إنفرادا، ولكن يبدو "وبعض الظن إثم" أنه كان يحاول توصيل رسالة إلى أخرين في القاهرة تؤكد أنه على العهد وأنه لن يتزعزع أبدا وسيظل يهاجم دون أن يتأثر بالمقابل المالي الذي سيحصل عليه من قناة الجزيرة التي تستضيفه.
وتخيلت لو أنه في القاهرة وكان مقدرا له الظهور في قناة مصرية ثم وقبل ظهوره بساعات كتب تعليقا مشابها عن مالك القناة فماذا سيكون موقف القناة من ظهوره، أظن أنهم لن يعتذرو له فقط بل ربما خصصو فقرة في البرنامج الذي كان سيظهر فيه للهجوم عليه ونعته بصفات فيه وصفات ليست فيه.
عموما.. لم يقتنع زميلي بكلامي.. ولم أناقشه بالأساس لأقنعه لأني أعرف أنه لن يقتنع.. لكن هالني أن يكون هناك ويهاجمهم، وليس في هذا شجاعة لو تعلمون، ليس فقط لأن الخبر كاذب، ولكن لأن الشجاعة أن تعتذر عن حضور مدفوع الثمن عند أناس تعتبرهم غير مهنيين أو يعادون حراكا سياسيا شاركت فيه أو تدعمه.. أو ربما أكون مخطئا لأنني أفهم الوضع بهذه الطريقة بينما الأمور تحسب بطرق أخرى.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق