السبت، 14 ديسمبر 2013

نقاد سعوديون وسوريون يرفضون التعليق على فيلم "ملك الرمال" خشية المسائلة أو التعرض لمضايقات أمنية




من: سلامة عبد الحميد
رفض عدد من النقاد السعوديين والسوريين التعليق على الأزمة التي أحدثها عرض الفيلم السينمائي "ملك الرمال" للمخرج السوري نجدت أنزور في دمشق مساء الخميس الماضي خشية المسائلة أو التعرض لمضايقات أمنية.
ويتناول الفيلم المأخوذ من يوميات ضابط مخابرات بريطاني والذي استغرق تجهيزه وتصويره نحو3  سنوات جانبا من سيرة مؤسس السعودية الملك عبد العزيز أل سعود (1876- 1953) ويعتبره صناعه محاولة لكشف مخططات سعودية قديمة لدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ردا على دعم السعودية للمعارضة التي يعتبرها النظام السوري الحاكم ارهابية.
وبرر ثلاثة نقاد سعوديين رفضهم التعليق بأنهم لم يشاهدو الفيلم وبالتالي لا يمكنهم التعليق عليه بينما قال ناقدان سوريان إنهما لم يحضرا العرض الخاص في دار أوبرا دمشق خوفا من الأوضاع الأمنية الملتهبة رغم علمهما بوجود تشديد أمني واسع لحماية مكان العرض.
وقال ناقد سوري مرموق (طلب عدم ذكر اسمه) إنه حضر العرض الخاص للفيلم في دمشق وسط حضور كثيف معظمه لا علاقة له بالسينما. مضيفا "كتبت وكالة الأنباء الرسمية صباح الخميس أن الحضور سيكون حاشدا وبالتالي حضر كثيرون تلبية لرغبة النظام لكن معظمهم كانو أشخاصا لا علاقة لهم بالسينما ولا بالقضية التي يقدمها الفيلم وحضروا فقط لتظهر القاعة مليئة بالأشخاص" على حد قوله.
وقال الناقد السوري إن "الفيلم ضعيف سواء على مستوى التقنيات السينمائية أو أداء الممثلين وحتى الموسيقى التصويرية" وإنه كان يتوقع من نجدت أنزور كمخرج كبير "فيلم أفضل من هذا الذي شاهده بغض النظر عن القضية التي يناقشها" على حد تعبيره.
ونشرت صفحة خاصة بالفيلم على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" صورا من قاعة العرض أظهرتها مليئة عن أخرها بالحضور الذين بدا على الكثير منهم مظاهر الفرح حسبما أظهرت الصور.


وحرصت قوات الأمن السورية على تأمين مكثف لمحيط دار الأوبرا حيث عرض الفيلم الذي يمتد على مدار ساعة كاملة خوفا من وقوع هجوم من جانب قوات المعارضة كما تعرض الحضور لعمليات تدقيق من جانب أربعة مراكز تفتيش قبل الوصول إلى مكان العرض لكن ذلك لم يمنع سقوط قذيفتين صاروخيتين بالقرب من المكان لكنهما لم يتسببا في أضرار جسيمة أو تعطيل العرض.
في المقابل قال ناقد سعودي (طلب عدم ذكر اسمه): "قناعاتي أن الفيلم محاولة من المخرج للإساءة للسعودية ومؤسسها لأسباب في مقدمتها اسم الفيلم الذي يدل على سوء النية المبيت إضافة إلى اعتماده على يوميات كاتب بريطاني لا تضم معلومات موثقة وتعد إنطباعات كاتب ترجمها المخرج الذي لم يكن سوى نكرة قبل أن تصنعه الدراما الخليجية" على حد تعبيره.


وتجاهلت الصحف والمواقع الإخبارية السعودية والمدعومة سعوديا أخبار الفيلم وكل ما يتعلق به وكأنه لا يتناول سيرة حياة مؤسس المملكة الملك الراحل عبد العزيز أل سعود الملقب في التراجم والوثائق الغربية باسم "ابن سعود".
وأقيم العرض الإفتتاحي لفيلم "ملك الرمال" في العاصمة البريطانية لندن يوم 11 أيلول/ سبتمبر الماضي بحضور عدد من شركات التوزيع الأوربية والعالمية ثم عرض قبل يومين في دمشق ومن المقرر عرضه لاحقا في العاصمة الروسية موسكو.
ويعتمد الفيلم على يوميات ضابط المخابرات البريطانية جون فيلبي (1885- 1960) الذي كان لسنوات أحد المقربين من مؤسس السعودية الملك عبد العزيز أل سعود ويستعرض نحو خمسين عاما من حياة الملك الراحل الذي يقوم بدوره في الفيلم الناطق باللغة الإنجليزية الممثل الإيطالي فابيو تستي بينما يقوم الإيطالي ماركو فوشي بدور جون فيلبي.


ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مخرج الفيلم نجدت أنزور قوله "كنت وما زلت مصرا على النبش في منابع الإرهاب وجذوره التكفيرية فهذه قضيتي منذ عقد من الزمن سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما ولم أنتظر انتهاء الأزمة السورية لإنتاج الفيلم بل عكفت مبكرا على فضح وتعرية الإرهاب وداعميه في المنطقة العربية".
وقال أنزور في حوار طويل مع الوكالة السورية الحكومية: "هل من المعقول بعد ثلاث سنوات من عمر الأزمة السورية لم يخرج عمل درامي واحد يقف في وجه الإرهاب. هذا شيء مخجل بحق الفنان السوري الذي يمتلك تاريخا نعتز به ولهذا أصر على أن تزامن "ملك الرمال" مع الأزمة السورية هو حالة مسبقة".
ويتناول الفيلم بحسب مخرجه الاتفاق الذي تم بين الحركة الوهابية وآل سعود لتقاسم السلطة في كامل أراضي السعودية الذي  يستمر حتى اليوم كما يعرض جانبا من الاتفاق الذي تم بين بريطانيا والملك عبد العزيز وكيف تم دعمه بالمال والسلاح للقضاء على سلطة آل الرشيد التي حكمت الجزيرة العربية في ذلك الوقت والتخلص من حكم العثمانيين الذين كانو يدعمون أل الرشيد.


وقال أنزور لوكالة "أنباء موسكو" إن الشركة الموزعة للفيلم الذي أنتجه بنفسه تعمل حاليا على ترتيبات خاصة بالعرض الثاني المقرر له في العاصمة الروسية على أن تكون المحطة الثالثة للعرض في مدينة نيويورك الأمريكية.
وكان الأمير طلال بن عبد العزيز شقيق الملك عبد الله ملك السعودية وأحد أبناء مؤسس السعودية الملك عبد العزيز أل سعود كشف مؤخرا عن انزعاجه الشديد من قرار عرض فيلم "ملك الرمال" الذي يتناول جانبا من سيرة والده في العاصمة السورية داعيا إلى وقف عرض الفيلم.
وكتب الأمير السعودي يوم 7 ديسمبر على حسابه على موقع الرسائل القصيرة "تويتر" بعنوان "مخرج جهاد النكاح يواصل مشوار الهبوط" قائلا: "استعنت بصديق مشترك لي ولفخامة الرئيس بشار الأسد لمنع عرض الفيلم في دمشق وأتمنى أن يستجيب إكراما لشخص الملك عبد العزيز. فليس من الإنصاف أن نترك لمثل هذه الأعمال الفنية الفاشلة حرية تشويه شخصية تاريخية من الزعماء الذين لن ينساهم التاريخ".


وسبق أن أعلن مخرج الفيلم عن تهديد سعودي وصله عن طريق شركة محاماة بريطانية بسبب محتوى الفيلم مما اضطره حسب قوله إلى طلب المساعدة من شركة محاماة البريطانية أيضا قامت بالرد رسميا على الشكوى لكي تحول دون منع الفيلم من العرض.
وتدعم السعودية المعارضة السورية ماليا ومعنويا منذ بداية الصراع قبل 3 سنوات حتى الأن وكانت بين أبرز داعمي توجيه ضربة عسكرية غربية للنظام السوري لكن مسعاها لم يتحقق بعد اتفاق سوري غربي على تدمير الأسلحة الكيمائية التي يمتلكها النظام السوري.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق