الجمعة، 22 مايو 2015

مثقفو السيسي في الدوحة بحثا عن الرز القطري



انتهت فعاليات جائزة كتارا للرواية العربية في قطر، وفاز فيها من فاز وخسر من خسر، في جائزة تعد الأكبر في القيمة المالية بين جوائز الرواية العربية، فكل الفائزين في فئة الرواية المنشورة حازوا جائزة مالية قيمتها 60 ألف دولار (تقريبا نصف مليون جنيه مصري).

وبينما لم تشغلني الجوائز كثيرا، ورغم اهتمامي بمعرفة أسماء وتوجهات لجنة تحكيم الجائزة، حيث أن لجان تحكيم هذا النوع من الجوائز يمكن ببساطة أن تطلق عليهم بكل أريحية صفة "العصابة"، ولو كانت قريبا من تلك الدوائر لأدركت جيدا أن مستشاري تلك الجوائز، وأعضاء لجان تحكيمها مكررون، وبالتالي فالفائزين معروفة أسماءهم دون تحكيم أو إعلان، لأنهم أحد أفراد الشلة، كما جرت العادة.

للحق، لم تكن لجنة تحكيم جائزة كتارا للرواية العربية عصابة، ربما لأن الجائزة في بدايتها، وربما لأن وضع قطر العربي خلال السنوات الأخيرة كان يمنع عصابات الثقافة العربية من الإقتراب منها، لكني أتوقع أن تتقرب عصابات الجوائز فورا من منظمي الجائزة، ويحرصون على نصيبهم من الكعكة.

بين الفائزين الروائي المصري الكبير (عمنا) إبراهيم عبد المجيد في فئة الراوية المنشورة عن "إيداجيو"، والعم إبراهيم لم يكن يوما من مؤيدي الجنرال أو داعمي حكم العسكر، حتى وإن كان بين أبرز من لا يستسيغون حكم جماعة الإخوان، ولاشك أن حربا ضروسا سيواجه بها في مصر، ليس فقط لأنه في رأي حاشية الجنرال "مطبع" مع دولة قطر العدو، ولكن أيضا لأنه حاز جائزة خرجت من تحت سيطرتهم على الجوائز العربية كلها.
والروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج عن "مملكة الفراشة".



والروائي المصري الواعد سامح الجباس في فئة الرواية غير المنشورة، عن "حبل قديم وعقد مشدود"، وقيمة جائزتها 30 ألف دولار.


لكن هذا ليس أهم ما في القصة، ولا في الفعاليات، فالحضور المصري، خاصة لهؤلاء الذين ينتمون لمعسكر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو المعسكر المعارض لقطر والذي يتهمها بالوقوف خلف الكثير من الأمور في مصر، كان حاضرا وبقوة.

شاهدنا في الفعاليات رئيس اتحاد كتاب مصر السابق، والمتحدث الإعلامي باسم لجنة دستور الانقلاب محمد سلماوي، كان في مكانه الطبيعي ممسكا بشريط الافتتاح لخالد السليطي رئيس الحي الثقافي كتارا، رغم أنه شخصيا اتهم قطر بالكثير من التهم في تصريحات صحافية ومداخلات تليفزيونية، أقل ما جاء فيها أنها دولة تنفذ أجندة صهيونية في المنطقة العربية، لكنه حضر إلى قطر ووقف أمام الكاميرات مبتسما، متناسيا كل ذلك.





قيل لي أيضا أن شخصا آخر من مثقفي السيسي ومؤيدي الانقلاب كان حاضرا هو حلمي النمنم، وهو شخص بات صاحب تصريحات خزعبلية تقارن بتصريحات توفيق عكاشة.



لا أنسى أبدا للمسؤولين عن الثقافة في قطر أنهم وجهوا الدعوة للموتورة المصرية، التي تدعي الثقافة، فاطمة ناعوت، لحضور معرض الدوحة للكتاب، ولا أنسى أنني كنت واحدا ممن تصدوا لتلك الدعوة بحملة على مواقع التواصل لكشف فضائح ناعوت وبذاءة شخصيتها، وهي الحملة التي أزعم أنها انتهت بإلغاء الدعوة.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق