الأحد، 7 يونيو 2015

حزب التجمع.. أخيرا فهمت يا وديع؟!



ايه قيمة حزب التجمع في مصر أصلا؟ ولا حاجة، ايه أهميته السياسية؟ لا شيء، مجرد واحد من مجموعة الأحزاب الكارتونية التي يتم الإبقاء عليها للحفاظ على الديكور السياسي، والحديث عن وجود معارضة للنظام.

يدخل الحزب الانتخابات البرلمانية ياخد كرسي ولا اتنين، ويعمل ندوات ومؤتمرات يحضرها خماشر عشرين نفر من مقاطيع قهاوي وسط البلد، ويبقى له رئيس وأمين عام وقيادات، يظهروا في التليفزيون ويتاخد رأيهم في المواقع والجرايد لما يكون فيه حاجة في البلد، وعاملين فيها معارضة، لكن أوامرهم جاية رأسا من أمن الدولة أو الشؤون المعنوية.

أصلا أنا صعبان علي المقر الرئيسي للحزب، اللي في وسط وسط البلد في ميدان طلعت حرب، دا ممكن يتعمل بنسيون معتبر يجيب فلوس، وممكن يتعمل مرسم أو معرض، وعندهم قاعة اجتماعات تنفع مسرح كمان، أو حتى استديو لبرامج تليفزيونية، القاعة دي اتصور فيها مشهد طويل من فيلم "السفارة في العمارة" بتاع عادل إمام وداليا البحيري بالمناسبة، اللي عادل إمام غنى فيه "أنا باكره إسرائيل".

المقر الحقيقة ممكن يبقى مربح جدا لو الجماعة أعضاء الحزب، فضوها سيرة من السياسة، اللي ملهومش فيها أصلا، أو اللي مش موجودة في مصر بالأساس، وفكروا بالعقلية الإقتصادية البحتة.

فاكر إننا كنا في الـ18 يوم في الثورة، كانت علاقتنا بمقر الحزب وطيدة، قرب المقر من الميدان كان سبب مباشر لاستخدام حماماته بشكل يومي من جانب الكثير من المعتصمين. الحقيقة إنه كان عامل مهم جدا في نجاح الثورة باعتباره أحد أبرز "مَبْوَلَاتها"، على أساس يعني إن اللي حصل كان ثورة، وإنها كمان نجحت. ما تاخدش في بالك.

بعد الثورة، فوتها المرة دي كمان، فجأة اتفتح تحت مقر الحزب قهوة، اسمه كافيه يا جاهل، مكنتش بتقدم شيشة، ودا في وسط البلد شيء مش مقبول على الاطلاق، لكنها عملت جمهور برضه، كانت بتعمل قهوة تركي كويسة الحقيقة، وكان بيقعد فيها، في الكافيه يعني، كل مقاطيع وسط البلد اللي ملهمش في الأنفاس، وكانت كمان ملتقى فنانين أتيلييه القاهرة، ومستجدي وسط البلد اللي ما يعرفوش يوصلو لوحدهم إلى زهرة البستان أو التكعيبة أو أفتر إيت، الخ، مهي في ميدان طلعت حرب علطول وعلى الشارع الرئيسي.

دلوقتي الحزب يبدو إنه فهم أخيرا، عمل مسابقة غناء، والمسابقة حملت اسم فنان الشعب سيد درويش كمان، وكان أحد محكميها الشاعر المعروف سيد حجاب، اللي كتب مقدمة دستور السيسي بتاع 2014.



المهم إن الفيديو المتداول من المسابقة لا يعني إنها مسابقة فاشلة، أو فاضحة، وإنما يعني إن عواجيز حزب التجمع فهموا الفولة أخيرا، حتى إن الرفيق رئيس الحزب، واسمه بالمناسبة سيد عبد العال، قال في تصريحات صحافية النهاردة: الفيديو ليس فاضحا، والمعترضين عليه ضد الإبداع الفني".



سيد عبد العال: "الحزب ينظم مهرجان للغناء والموسيسقى، وليس مهرجانًا للرقص، وما حدث تم اجتزائه من الحفل بشكل عام، حيث تم تجاهل جميع الفقرات التي تم عرضها وكانت تحتوى على أغاني وطنية وترانيم وأشعار، والفقرة الراقصة كانت جزء من الاحتفالية وتصادف أنها كانت جزء من تابلوه رقص شرقي".
وتابع عبد العال، "لا يجوز على الإطلاق أن يتم وصف تلك الفقرة بأنها مبتذلة أو إباحية، لأنه في نهاية المطاف تم تقديم نوع من الفن، ومن ينتقده، أعتبره يوجه عداءًا للإبداع الفني".
ومن جانبه، قال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري، والرئيس السابق لحزب التجمع، لـ«الشروق» اليوم الأحد، "لم أشاهد مقطع الفيديو الذي انتشر عبر الإنترنت بصفة شخصية، ولكن تابعت التعليقات الساخرة على الأمر"، مضيفًا أن "التجمع هو الحزب السياسي الوحيد الذي يراعي الأنشطة الفنية والثقافية في مصر على مدار الخمسة سنوات الأخيرة، منذ أن أقام احتفاليات لأفلام يوسف شاهين ويوسف الشاطبي، في حضور المصور السينمائي طارق التلمساني".
وتابع، أن "الأمر أخذ أكبر من حجمه، ويجب وضع ما حدث في إطار احتفالية فنية لإحياء مهرجان أغنية سيد درويش صاحب التراث الكبير والذي نعتز به جميعا، لذلك أتوجه بالشكر للفرقة التي أحيت المهرجان على الحضور"، موضحا أن منسق الاحتفاليات التي تتم في المقر هو عضو في حزب التجمع ويقيم الأنشطة الثقافية والفنية في الحزب دون أن يدفع أي أموال لتلك الفرق.
وقال السعيد "لا يوجد في حزب التجمع لجنة مختصة بتقييم آداء الراقصات أو نوع الرقص الذي يقدمونه؛ وبالتالي حتى لو حدث تجاوز في طريقتهم من الغير منطقي أن يصعد أحد على خشبة المسرح ويقوم بضربهم أو طردهم"، مضيفًا "بصفة عامة تعليقي أن حزب التجمع يحُمد على إحياء تلك الأنشطة وفي المراحل المقبلة يجب أن يراعي منسق المهرجان طريقة آداء الرقص لأن في نهاية المطاف حزب التجمع هو حزب سياسي".
وأوضح رفعت السعيد، قائلًا: "هانعمل إيه يعني إللي عاوز يهاجم الحزب أهلا وسهلا بيه، بس يحاولوا يعملوا زينا ويقدموا احتفاليات لإحياء الأنشطة الفنية في مصر".



 أخيرا فهمت يا وديع.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق