الجمعة، 13 نوفمبر 2015

محمد أمزاوي.. شاب لندني كويتي الأصل بات "الجهادي جون" الشهير






فرانس برس

لم يكن الشاب اللندني من أصل كويتي، محمد أمزاوي، واسمه الحركي "الجهادي جون"، يعاني من أي مشاكل، كان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو، إلى أن تبنى التطرف ليصبح قاتلا يوصف "بالبارد والسادي والذي لا يرحم" في تنظيم الدولة الإسلامية.
وشن الجيش الأميركي الخميس، غارة جوية استهدفت "الجهادي جون" الذي ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية وظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن، لكن لم يؤكد مقتله.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بيتر كوك، في بيان، أنه لا يعلم ما إذا كان "الجهادي جون"، واسمه الحقيقي محمد أمزاوي قتل. وقال "نحن بصدد تقييم نتائج العملية هذه الليلة (ليل الخميس الجمعة) وسنعلن عن معلومات إضافية بطريقة مناسبة".
وفي وثيقة مدرسية، كتب أمزاوي عندما كان في العاشرة من العمر "أريد أن أصبح لاعبا لكرة القدم". ويبدو في صورة لصفه مبتسما يرتدي البزة المدرسية الحمراء بين رفاقه.
ومحمد أمزاوي ولد في الكويت في 1988. وانتقل والداه جاسم وغانية إلى العاصمة البريطانية في 1993 بعد حرب الخليج.
وفي لندن عاشت العائلة "الهادئة" و"المحترمة" حسب جار قديم لها، في غرب المدينة، حيث كان والده يدير شركة لسيارات الأجرة ووالدته ربة منزل.
ووصفه صديق سابق له أنه كان "شابا لندنيا نموذجيا" يمضي وقته مع رفاقه و"لم يكن متأثرا بالأفكار الدينية حينذاك".
وفي 2006 انتسب إلى جامعة ويسمينستر لمتابعة دراسة المعلوماتية، واحتفظ في مرحلة أولى على الأقل بسمعته كشاب "مهذب" يميل إلى "ارتداء ملابس الموضة". لكن سلوكه تبدل في مؤشر ربما على بداية تطرفه. فقد أرخى لحيته وتجنب النظر بشكل واضح إلى النساء.

ويبدو أن 2006 كانت سنة مهمة لأموازي الذي بدأ يثير اهتمام جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني. فبعد حصوله على شهادته الجامعية، سافر مع صديقين إلى تنزانيا بحجة القيام برحلة في المحميات الطبيعية. لكنه سجن لفترة قصيرة في دار السلام، حيث كانت السلطات المحلية قد تلقت طلبا من لندن التي كانت تخشى أن يتوجه إلى الصومال.
وأبعد الشاب وقتها إلى مطار شيبول في أمستردام. وحسب روايته التي نقلتها منظمة كيج للدفاع عن حقوق المسلمين التي تتخذ من لندن مقرا لها، أن جهاز الاستخبارات الداخلية مارس عليه ضغوطا في محاولة لتجنيده. ونسبت المنظمة تطرفه إلى "مضايقات الأجهزة الأمنية" البريطانية.
وردا على سؤال لعميل سري عن الحرب في أفغانستان، قال "ما رأيي؟ نرى كل يوم في الأخبار أبرياء يقتلون".
وتوجه أمزاوي بعد ذلك إلى الكويت ليعيش مع عائلة خطيبته، ثم عاد إلى لندن في مايو/أيار 2010.
كانت الاستخبارات البريطانية مقتنعة حينذاك أن شيئا ما يحدث لدى أمزاوي. فقد تحدثت وثائق قضائية نقلتها وسائل الإعلام البريطانية أن الشاب على علاقة "بصبية لندن" الشبكة المتطرفة القريبة من تنظيم الشباب الإسلامي فرع تنظيم القاعدة في الصومال.
وأصبح قريبا في لندن، من بلال البرجاوي، المقاتل في حركة الشباب الذي قتل بعد ذلك بضربة لطائرة بدون طيار في يناير/كانون الثاني 2012.



 وبعد ذلك، أصبحت مسيرته في بريطانيا غير واضحة. ففي 2012 حاول مغادرة البلاد لكن السلطات البريطانية منعته قبل أن يختفي. في 2013، أصبح أمزاوي في سورية. وقد تغير نهائيا ووصفته شهادات عدة بأنه قاتل بدم بارد.
وذكرت صحيفة الغارديان أنه "في السنتين الأخيرتين تسلق سلم الرتب في التنظيم (الدولة الإسلامية) ليلعب دورا مهما بين المقاتلين الأجانب". ومثل غيره من الجهاديين، غير اسمه ليصبح أبو عبد الله البريطاني، وظهر في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.
وقال عضو سابق في التنظيم الجهادي للصحيفة البريطانية نفسها "أذكر أنني رأيته عدة مرات". وأضاف "بالنسبة لنا كان هو الإنجليزي الذي يقتل الناس". كما وصفه سجين سابق بأنه "بارد وسادي ولا يرحم".

وأصبح "الجهادي جون" رمزا لوحشية تنظيم الدولة الإسلامية. وقد ظهر في عدة تسجيلات فيديو لقطع رؤوس رهائن غربيين، مرتديا ملابس سوداء وملثما ومسلحا بسكين، وظهر في لقطات لرهائن أميركيين وبريطانيين ويابانيين، بملابس برتقالية اللون قبل إعدامهم، مطلقا تهديدات بالإنكليزية وبلكنة بريطانية ضد حكومات بلدانهم. ولم يكن ظاهرا منه سوى عينيه.



 وظهر أموازي في تسجيل فيديو للمرة الأولى في أغسطس/آب 2014، يظهر قتل الصحافي المستقل "فولي" البالغ من العمر 40 عاما، والذي فقد في سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بقطع الرأس.
وأثار التسجيل الذي حمل عنوان "رسالة إلى أميركا" استياء العالم. وأوضح التنظيم في هذا التسجيل أنه قتل فولي لأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر بشن ضربات على الجهاديين في شمال العراق.

وبعد أسبوعين قتل الرهينة الأميركي ستيفن سوتلوف بالطريقة نفسها. وظهر في التسجيل "الجهادي جون". وقالت والدة سوتلوف، شيرلي سوتلوف، لشبكة إن بي سي، إنه حتى ولو قتل أموازي "فهذا لا يعيد لي ابني"، مضيفة "من يعلم إن كان قتل" فعلا.

وظهر "الجهادي جون" أيضا في تسجيلات لإعدام البريطاني ديفيد هاينس الذي كان يعمل في القطاع الإنساني، وآلن هينينغ سائق سيارة الأجرة البريطاني في مانشستر، والأميركي بيتر كاسيغ واليابانيين هارونا يوكاوا ثم كينجي غوتو.









 يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق